أول عملية زراعة وجه في العالم بمشاركة طبيب سوري

الطبيب غسان بيطار سوري الجنسية، أخصائي أذن أنف حنجرة، مختص بالجراحة التجميلية والترميمية للوجه والعنق، شارك في إجراء أعقد العمليات على الإطلاق، أول عملية من نوعها في العالم عملية زراعة وجه.

بدأت القصة بأواخر شهر أيار عام 2005 عندما جاءت سيدة تبلغ من العمر 38 سنة وقد تعرضت لعضة كلب، الأمر الذي أدى إلى زوال الأنف والشفاه والذقن العضلات مع الجلد .
يقول الدكتور غسان بيطار: تم إجراء معالجات موضعية لتنظيف الجرح ومنع التهابه بالإضافة إلى إجراء معالجة فيزيائية.

وقد استمرت هذه المعالجات مدة خمس شهور تم خلالها إجراء فحوصات نفسية ودموية ونسيجية للتأكد من التوافق النسيجي مع الشخص الذي سيتبرع، وأخذت الموافقات الضرورية واللازمة من وزارات الصحة والجهات المختصة بنقل الأعضاء، لإجراء هذه العملية، ومن ثم أعلنا بين المشافي عن حاجتنا لمتبرع تتوافر فيه الشروط، فانتقلنا إلى مرحلة انتظار المتبرع.

في 27/11/2005وردنا خبر من إحدى المشافي يفيد بوجود سيدة تبرعت بعد موتها دماغيا بكافة أعضائها ومنها الوجه، درسنا دراسة نسيجية ودموية وشكلية من حيث اللون وقوام البشرةللتأكد من التوافق بين أنسجة المانحة والمريضة.
يضيف الدكتور بيطار:بعد إجراء كافة الفحوصات اللازمة، وتجهيز كافة المستلزمات البشرية والطبية والمعدات والتحضيرات تم استدعاء كل الفريق الطبي المؤلف من 12 طبيباً جميعهم فرنسيون إلا أنا، كنت الطبيب السوري الوحيد، قسمنا إلى فريقين، الفريق الأول ذهب إلى مدينة المتبرعة لتحضير الطعم العضو، والفريق الثاني الذي كنت من بينه حضرنا المريضة، حيث هيأنا الأوعية والشرايين والعضلات والأعصاب لاستقبال الطعم الجديد. ومن ثم تمت الزراعة في عمل جراحي دقيق استمر 15 ساعة متواصلة بالتنسيق والتعاون بين الفريقين حيث وُصلت الشرايين والأوردة والأعصاب والعضلات والجلد وبذلك انتهى العمل الأولي، لندخل بعدها مرحلة المتابعة التي ستستمر مدى الحياة بالنسبة للمريضة وتقسم إلى معالجة مناعية وأخرى نفسية لتسهيل تأقلم المريضة مع شكلها الجديد.

يقول الدكتور غسان: في البداية وجدنا صعوبات في الحصول على موافقات من الجهات المعنية، كما شعرنا بقلق خشية ألا نجد المتبرعة المناسبة، وفي حال وجودها كان لدينا خوف من مشكلة رفض العضو فيزيولوجياً.

بعد الزرع تم إجراء مراقبة نسيجية ومخبرية حيث واجهنا حالتي رفض ولكن الحمد للـه تمت السيطرة عليها بالمعالجات والأدوية المناسبة.

بالنسبة للمريضة استرجعت الحس خلال فترة امتدت من أربعة إلى خمسة شهور حيث عاد الإحساس للأعضاء المنقولة بشكل كامل «الحرارة واللمس». أما بالنسبة للحركة فقد بدأت تعود للعضلات خلال سنة وما زالت.
وعن الانتقادات التي واجهت للعمل الجراحي يقول الدكتور غسان: واجهنا رفضاً لهذه العملية من بعض الأوساط حيث اتهمنا بتغيير هوية الشخص، وطبعا كان ردنا أن ذلك أفضل من أن يعيش الشخص مرفوضا من المحيط لأنه يفتقد للوجه والملامح.

تعد هذه العملية الأولى في العالم وقد تمت في فرنسا عام 2005 ومن ثم أجريت في الصين بعد ستة شهور في نيسان 2006، ليعود الفرنسيون لإجراء الثالثة في كانون الثاني عام 2007.

لا يجرى هذا النوع من العمليات إلا في الحالات التالية: الرضوض النارية، التشوهات الخلقية الوعائية، والحروق. ولا يمكن إجراؤها في حال الأمراض السرطانية بسبب المعالجة المناعية. يذكر أن الجراحة الترميمية تطورت بعد الحرب العالمية الأولى والثانية نتيجة للأذيات والتشوهات بسبب استخدام الأعيرة النارية، الأمر الذي أدى إلى تأسيس جمعية تسمى THE GUEULES CASSES والتي تعني جمعية الوجوه المكسورة أو المشوهة وهدف هذه الجمعية تعزيز التقنيات والأبحاث لتعويض الناس المتأذين جراء الحروب.