لماذا أشتهر مسلسل ( باب الحارة ) 00 ؟

من طرف محمد عزيز سرور 16/11/2008, 1:28 am

لماذا أشتهر مسلسل باب الحارة

أول ما يتبادر للخيال ذلك التساؤل الذي ينطوي على شيء من التعجب 0 ! لماذا مسلسل ( باب الحارة ) نال هذه الشهرة والاحتفالية كلها 0 ؟ هل حقا ً إنه ينطوي على قيم ومبادىء اندثرت الآن 00 ؟ وهل قصته وحواراته مدروسة 00 ؟
أم أن الناس باتوا يحبون النظر إلى الحارات القديمة , والبيوت المفتوحة إلى السماء والبركة التي تتوسط أرض الدار في وســطها نافورة تتدفق بالماء العذب 0 وحولها أصص الزرع الأخضر 00 ؟ ويحبون النظر إلى البوابات الضيقة وأشجار ( اليوسف أفندي ) 0
تطل من أعلى جدرانها , يحبون الياسمين المعرش على الجدران , والدوالي ترمي بظلها وعنبها إلى سكان البيوت القديمة 0
لن أخيب رؤية الذين أعجبوا به , لكن من حقي أن أبدي رأيي وعلى هذا أقول :
إن هذا المسلسل أظهر لنا واقعا ً قديما ًكانت فيه بعض النساء ذليلات لا رأي لهن ولا شخصية , الزوج يهين زوجته ثم يطلقها طلاقا ً
تعسفيا ً, الأخ يجبرها على أن تغادر بيتها , أخ يسيطر على أختيه يعطيهما الأوامر بعنجهية , ويفتل شاربيه 0
امرأة قاسية القلب شريرة , تهدم بيت أبنتها وتتهم صهرها زورا ًبلا أي مبرر , أفراد حارة بأكملها تهجم بكل ما لديها من أســلحة
لتقتل أبناء الحارة الأخرى 0 تجسس , خلافات , تخلف , ظلم , دجل , وحتى الجرب صوروه لنا بشكل بشع 00 ؟
أمور جرت في هذه الحارة الوهمية من سيء إلى أسوأ 0 والغريب أن هذا التخلف الذي أظهره مسلسل باب الحارة في دمشق , كان في الأعوام التي كانت تجري في القاهرة زمن ( الملك فاروق ) أمور تدل على تطور المرأة , المقارنة بين قصر عابدين وحارة شعبية
في دمشق قد تكون ممكنة , لو رأينا مسلسل باب الحارة يظهر الحب والألفة بين الناس , القيم التي كانت سائدة بينهم , الأمثال الشعبية
التي كانوا يتداولونها 0 أذكر حلب منذ الخمسينيات , وما كان للمرأة من أهمية وشخصية كانت المرأة الحلبية تقوم بشؤون المنزل من
نظافة وطبخ وتربية أولاد على أحسن ما يكون , وفي الوقت ذاته كانت مضيافة واجتماعية تستقبل نساء الحارة في يوم محدد من كل شهر , وفي هذا اليوم لا بد من أن تكون موجودة امرأة تملك صوتا ً عذبا ً , وأخرى تعزف على العود عزفا ً يحلق بالروح كما أن بعض النساء يساعدن أزواجهن في جني الربح فتعملن في منازلهن , مثل : الخياطة ولف ورق الدروبس , وبرم الحطايط 0
أما مسلسل باب الحارة فلقد أظهر لنا المرأة الشامية لا تعرف غير الطبخ والخلافات مع جاراتها والغيرة , وبنقل الأخبار المأجورة والانصياع للرجل سواء كان والدا ً أو أخا ً أو زوجا ً 00 ولا أظن أن النساء الدمشقيات كن هكذا حتى في هذه الحارة العجيبة ففي دمشق وحاراتها القديمة نساء مناضلات , معلمات , مثقفات وأديبات 0
وما على الكاتب إلا أن يظهر لنا نساء نفتخر بهن , ولا نبكي عليهن , وإذا كان المشاهد يحب المناظر الجميلة فليبحث عن فضائيــة
( ترافيل ) ويستمتع بمشاهدة البلدان 00 بالإضافة إلى توسع معرفته وثقافته الجغرافية 00