مسلسل غزة - من البداية إلى النهاية

خرجت الجماهير العربية عن بكرة أبيها ، من أبواب منازلها...

تركت الدفئ والهدوء ، وخرجت لتفرغ بعضاً من غضبها الذي أصبها جراء ما تشاهده و تسمعه عن الجرائم التي يرتكبها المحتل المغتصب في غزة و اهلها.

خرجت الأمة بأكملها ، وبقي أغلب زعمائها يرتدون الثياب ذاتها، لم تتبدل آرائهم من أول رصاصة لآخر قذيفة تسقط حالياً عند كتابة هذه المقالة!

دعونا نستذكر الأحداث لنصل للحقيقة التي لا يعترف بها جماعة الإعتدال والتصدي!
هم جماعة أطلقت عليهم دول الغرب مصطلح <الإعتدال> ويقصد به البعد عن دعم الإرهاب...والإرهاب في الفكر الغربي يعني كل من حمل السلاح و ذهب ليحارب جيشاً رسمياً ..من جيوشهم تحديداً.
وشملت كلمة الإرهاب و ساوت بين من يقتل المواطن في وطنه الآمن وبين من يقاتل المحتل في وطنه المحتل!


فعجباً ، دولاً كانت تصدر المجاهدين في الثمانينات والتسعينات ...تدربهم ..تسلحهم..وترسلهم..اليوم أصبحت أساس دول المعادية للجهاد.
بحجة أنها شخصياً عانت من الجماعات الإرهابية ..فحذت حذو الغرب و خلطت الصالح بالطالح.


في الأمس البعيد ، تم الإتفاق بين السلطة في فلسطين ، وبين السلطة في مصر و بين دولة الإحتلال...
و هذا الإتفاق الذي يعتبره اخواننا في السلطة المصرية والفلسطينية إنجازاً...تم تطبيقه بحسب روئية الجانب الصهيوني فقط.

اتفقوا على سياسة جديدة لفتح و ادارة المعابر التي تدخل عن طريقها الإمدادات الإنسانية والطعام والشراب والمواد الأولية.

كانت حركة فتح تسيطر على السلطة في الضفة الغربية و في قطاع غزة.
وحينما حان موعد الإنتخابات ، أشاد العالم أجمع بالديمقراطية التي كانت.

وهنا بدأ المسلسل.


ماكانت سلطة الإحتلال لتسمح بترشيح الحركة الاسلامية (حماس) لمنصب رئاسة الوزراء لولا هذا المسلسل المكتوب مسبقاً والذي أصبح جاهزاً للإخراج والتنفيذ.

ولما كان لابد أن يكون للعمل ..ممثلين و كومبارس و أبطال، تم اختيار حركة فتح بعناصرها المشبعة بأموال الغرب و المتخمة بوعود آجلة و عاجلة، والملطخة بسجلات العمالة والخيانة.
وكان لابد من شركة انتاج تدعم العمل حق دعمه ، فتم اللجوء للبطل القومي الشقيق.
و تكاليف المسلسل غطيت بالكامل ، وبأسعار رمزية ...تم تصديرها و شحنها و تخزينها ..لتكون الوقود الكافي لتنفيذ هذا العمل الدرامي التراجيدي الرائع.

والهدف دائماً ...حربٌ ضد المقاومين ، من نوع جديد.
حربٌ ...لقلب الشارع الداخلي على حماس.


خرج الشعب ليعبر عن سخطه عن حاكمه الذي ضاق به ذرعاً...وانتخب الذي يراه مناسباً له.

نجحت حماس للوصول للسلطة ، وحماس هي حركة فكرية اجتماعية بحتة ، لها جناح عسكري بحكم أنها قابعة تحت الإحتلال و تعمل من أجل تقرير المصير للإنسان الفلسطيني.

المراقبون الدوليون قالوا وشهاداتهم للتاريخ أن الإنتخابات كانت صحيحة و صحيحة جداً على عكس ما يحصل في كثير من الأوطان.

وفعلاً...بدأ المسلسل.

كان السيناريو يقول ، "فرّق ..تسد"

نعم ، هو مثل قديم ولكنه فعّال ومستخدم بكثرة.

أشعلت الفتنة بين حماس و فتح ، وهي جزء أساسي في المسلسل وبطله أعلى الهرم في السلطة و باقي الممثلين كانو كالفئران ، اقتل..يقتل..افعل ..يفعل..وكأننا بلا عقول.

مالم يحسب له حساب ، دحرت حركة فتح من قطاع غزة..
وأصبح لحماس السلطة كاملة في القطاع، وتم اعتقال الكثير الكثير من العملاء والمخبرين.
وبعد أن كانت "فتح" تعتقل مطلقي الصواريخ بحجة أمنها القومي (أمن كراسيها) ،زادت الصواريخ

وبعد أن تناست أن لها شعباً في فلسطين في الخارج والداخل ينتظرون الفرج.

وبعد أن نست أن باقي الأرض هي أرض شعبها وليست أرض أولمرت و أرض رابين.

وبعد أن نسيت أن لها شعباً له حقوق ، تقتطع أراضيه و يخترق بيوتهم جدار يفصلهم عن حياتهم ، وأن الزيف التي تعيش فيه ماهو إلا حالة مؤقتة ، ريثما يتم اقتطاع الباقي منها.


حوصرت غزة...و أغلقت المعابر ...التي تسيطر الدولة الصهيونية على أكثر من 90 % منها ، وكانت الكارثة..

مدير الإنتاج ...أصبح بطلاً من أبطال المسلسل!

أغلق هو الآخر كما قيل له المعبر الوحيد المتبقي.

و أصبح الشعب يعيش على الطاقة الشمسية...
باع الغالي والرخيص ، وصبر و صابر ...ولم يبع شرفه كما فعل الباقون.

يذكرني مايحصل هنا بالعراق ..حينما حوصر لمدة 10 سنوات ، دون أن يقدر على فك الحصار أحد، سوا في آخر سنة.
وبعدها ، تم تدميرها من جميع النواحي.


عشرة سنوات!
أجل...فالعراق وطن كبير و لديه سلطته على نفسه و لديه موارده الداخلية...تكفيه لمدة طويلة.


ولكن قطاع غزة الذي تقارب مساحته مساحة مدينة دمشق و ضواحيها تقريباً.
الإمكانيات محدودة...والكثافة السكانية كبيرة للغاية، وفي الأصل كل ما يدخل مراقب و كل ما يدخل "مجمرك".

حاصروها ، سياسياً و معنوياً و مادياً.

وبعد أن نفذ الصبر ، و ضاق الذرع بالوضع السياسي المقزز، وفقدان الأمل من الناموس العربي.
انفجر الوضع ، وكانت الحلقة الثالثة بعد حلقة الإنتخابات وحلقة الفتنة.

بذريعة الصواريخ ، تدرعت قوات العدو الصهيوني ، و بذريعة الفتنة تحصنت دول ما يسمى بالإعتدال!

و لولا ما تبقى من الحياء...لأطلقت على حركة المقاومة الإسلامية تلك الأخير لقب "الإرهاب".


ليعلم كل من ساهم في هذه الحلقات ، أن دم كل شخص طفلاً كان أم رجلاً أم شائباً ، أن دم كل امرأةٍ ودمع كل ابن آدم في العالم أجمع هو في رقبته حتى قيام الساعة.

وأنا أجزم أن الأدوار البطولية للمجاهدين الأحرار قد فاجأت تلك الحفنة من الممثلين الكبار ، وأن كل يوم جديد لهذه الحرب ، يزيد وجوههم سواداً و خسة و ندم على وضعهم المأساوي أمام التاريخ و أمام الأمة أجمع!

أن تنظر لنفسك وأنت تغرد في سرب الأنجاس !
في سرب من استحكمك بالمال ، وداس على رقبتك بالبورصات والنفط والقروض والقمح والسكر والعسل والعسكر المعسكر على أرضك...
أن تنظر لنفسك و أنت تغرد في سرب من أطفئ في شرفك وشرف عائلتك و اسمك و لقبك سيجاره الكبير ، وبكل فخر و تكبر ، وأنت لاتستطيع أن تمسك بيده لتردها وإنما عليك أن تقبلها وتأخذ رضاها.

لا أعتقد أن هذا ماتريده...ولكن..هذا أنت!

لعل ما تتمناه اليوم هو أن تستيقظ غداً بعد ليلة سكر و خمر ، وقد أخفى العدوان مدينة غزة ، و دفن أهلها تحت الركام.
حينها ستهرول لتستقبل جارك الجديد على المعبر ...لتقبل حديد دبابته و جلدة حذائه..لأنها أقرب إلى جلدة وجهك من غيرها .


ولكن هيهات هيهات.

فقد أعد المؤمنون العدة ، و هم ينتظرون.

فلكم الذل ولنا العزة إن شاء الله.
ولكم العار ولنا النصر بإذن الله.

*** H E L L B O Y ***

بالله وين الردود ؟

لك عوجااااااااااااااااااااااااااااا

ورح تضل عوجاااااااااااااااااااااا