في الذكرى الثامنة والثلاثين .. الحركة التصحيحية مسيرة إنجازات وبرنامج متكامل للإصلاح

تحتفل اليوم الأحد، جماهير شعبنا، بالذكرى الثامنة والثلاثين للحركة التصحيحية المجيدة، التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد.
ولأنَّ الحركة التصحيحية هي حركة إنجازات وتطوير ، وغدت طريقاً وبرنامجاً متكاملاً للإصلاح، فقد رافق الاحتفالات تدشينُ ووضع حجر الأساس لمشاريع خدمية وحيوية مهمة وإقامة الندوات الفكرية والمعارض الفنية والبطولات الرياضية في كل المحافظات السورية؛ ففي محافظة دمشق، تمَّ افتتاح الطريق رقم 2 في تنظيم كفرسوسة، ومدرسة القابون، ومركز جوبر الصحي القديم بعد انتهاء أعمال الترميم فيه. وفي حمص، تمَّ تدشين مدرسة للتعليم الأساسي في حي الأرمن، وأخرى في الوعر، ومركز صحي في أم العظام، ومركز ثقافي في القبو، ومركز للعيادات الشاملة في شين. وفي السويداء، تمَّ تدشين عدد من الآبار الارتوازية لمياه الشرب في مناطق المحافظة، وحفر وإكساء وتجهيز آبار أخرى.

وأقام مكتب الإعداد الحزبي الفرعي في طرطوس، ندوة بعنوان "قراءة في إنجازات التصحيح المجيد" تحدَّثت عن إنجازات الحركة في جميع المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما تمَّ تدشين مقر مديريتي الصناعة والبيئة، ومحطة التحلية لمياه الشرب في قرية مخروم، وبناء مدرسة للتعليم الأساسي في حي العزيزية في محافظة الحسكة.
أما في حماة، فقد تمَّ تدشين مدرسة محردة التجارية والنسوية، والمدرسة الريفية في السقيلبية، وتمَّ وضع حجر الأساس لمشروعي مدرسة المجدل ومبنى المركز الصحي في كفر زيتا، ومبنى مديرية التربية في حي مجرى الزيادة.
وفي القنيطرة، تمَّ تدشين مدرسة في قرية قرقس، ومقر دائرة الوقاية النباتية في المحافظة، والمسرح الجديد لمديرية ثقافة القنيطرة، وافتتح معرض ضوئي عن آثار الجولان منذ العصر الحجري حتى الآن.
¶ من إنجازات الحركة التصحيحية

إنجازات كثيرة تحقَّقت بعد قيام الحركة التصحيحية في مختلف المجالات؛ ففي مجال التعليم العالي، أولت الحركة التصحيحية التعليم العالي أهمية فائقة، في خلق الأطر العلمية التي ترتكز عليها أسس التطور والتقدم وبناء المجتمع المشرق، الذي يسهم مساهمة فعَّالة في مسيرة الحضارة الإنسانية.
فإنه على الرغم من القفزة النوعية التي قفزها التعليم العالي بعد قيام ثورة آذار المجيدة، إلا أنَّ هذا القطاع بقي دون الطموح المنشود، فجاءت الحركة التصحيحية في بداية السبعينات مرسِّخة مبادئ الثورة، وبدأت في بناء الحياة الجديدة، ما أدَّى إلى التطور في مجالات الحياة كافة، وبشكل خاص على صعيد مؤسسات التعليم العالي، الذي أصبح يعيش عهداً علمياً وثقافياً متسارعاً.
ففي حين كان عدد جامعات سورية حتى بداية السبعينات لا يتعدَّى الجامعتين، وعدد كلياتهما مجتمعة لا يتجاوز 19 كلية، ومجموع طلبتهما حوالي 37 ألف طالب وطالبة، تضاعف اليوم عدد الجامعات في دمشق وحلب وحمص واللاذقية ودير الزور.
وقد أولى السيد الرئيس بشار الأسد منذ عام 2000 وحتى الآن، اهتماماً كبيراً لقطاع التعليم العالي، كونه العنصر الأهم في النمو الاقتصادي، وفي تطوير منظومة التعليم والبحث العلمي لتتمكَّن مخرجات هذه المنظومة من تلبية متطلبات التنمية الشاملة، فكانت رسالة التعليم العالي هي تعميق ربط الجامعة بالمجتمع والتركيز على تطوير المهارات التمكينية للفرد في عملية التنمية الوطنية. أما على صعيد الجامعات الخاصة، فقد حدَّدت وزارة التعليم العالي تلبية لتزايد الطلب على التعليم، وتعزيزاً للمشاركة المجتمعية، وتوسيعاً لفرص القبول الجامعي مؤخراً، المناطقَ الجغرافية ذات الأولوية في الترخيص لإحداث جامعات خاصة.
ولأنَّ الأمم تقاس بثقافتها وفنونها، فقد أولت الحركة التصحيحية الثقافة والأدب والإبداع، أهمية قصوى تتناسب مع مكانة سورية؛ حيث أطلق الرئيس الخالد حافظ الأسد مقولة، إنَّ الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية، فإنه كان يؤكد حقيقة راسخة تنبع من إيمانه العميق بأنَّ أمة لا تملك المعرفة الثقافية ومناهج الفكر، هي أمة لا روح فيها ولا حياة، بل تعيش على هامش الحضارة.. ولذلك فتحت الحركة التصحيحية أبواب المعرفة على الثقافات الأخرى من أجل بناء ثقافة وطنية غنية.

وانطلاقاً من إيمانها بأهمية التعليم ودوره الأساسي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء الإنسان، كان التركيز على قطاع التربية من أول اهتمامات الحركة التصحيحية وقائدها الخالد حافظ الأسد. وتجسيداً لمبدأ ديمقراطية التعليم وإلزاميته، تمَّ توفير فرص التعليم المجانية لجميع أبناء سورية ممن هم في سن التعليم، حيث تمَّ مدُّ إلزامية التعليم من ست سنوات إلى تسع سنوات والتوسع في بناء المدارس حتى في أصغر التجمعات السكانية في الريف النائي وأكثرها تباعداً، وتزايد عدد الطلاب من 1.282 مليون عام 1970 إلى أكثر من 5 ملايين طالب في عام 2007.

كما شهد القطاع المالي في ظل الحركة التصحيحية، تغيراً واضحاً في مختلف جوانبه، ويعكس تحسنُ المؤشرات المالية بشكل عام مدى النجاح الذي حقَّقه هذا القطاع في سورية.
وقد جرى التركيز على وضع الخطط والبرامج اللازمة لرفع نسب تحصيل الضرائب والرسوم والفوائض الاقتصادية، وذلك لتحقيق توازن أفضل بين الموارد والإنفاق العام في الموازنة العامة للدولة، تأكيداً لمبدأ الاعتماد على الذات، ووصولا إلى مرحلة التوازن الاقتصادي، وازداد حجم اعتمادات الموازنة العامة للدولة بمقدار 58 ضعفاً منذ بداية الحركة التصحيحية وحتى عام 1995، كما ازداد حجم هذه الاعتمادات بنحو أربعة أضعاف خلال السنوات العشر الماضية.


منقول من جريدة بلدنا