بدء الخلق ونشوء الإنسان بين أدلة العلم والقرآن

من طرف محمد عزيز سرور 4/11/2008, 4:34 am

بدء الخلق ونشوء الإنسان بين أدلة العلم
والقرآن
تأليف : محمد يوسف ساعي

بسم الله الرحمن الرحيم
هل يقدم لنا العلم أدلة دامغة عن منشأ الإنسان 0 ؟
في الحقيقة إن العلم حاليا ً قاصر عن تحديد منشأ الإنسان الحالي , والمقصود بالإنسان الحالي الإنسان العاقل , والسبب أن المعطيات
الحالية ليست أدلة كافية لتحديد أصل الإنسان , بل تزيد الأمور تعقيدا ً وغموضا ً 0
يتحدث العلماء بشكل متواصل عن الحلقة المفقودة في تاريخ تطور الإنسان , وهذه الحلقة هي عبارة عن علاقة منطقية بين القــرد
والإنسان القرد , لأنهم يزعمون أن الإنسان العاقل حلقة أخرى في سلسلة الإنسان القرد , وهي على الأغلب نوع من المخلوقات التي
سكنت الأرض والتي تشبه الإنسان من نواحي كثيرة ولكنها أقل ذكاء ً وإبداعا ً , فهي تبدو لنا مخلوقات بدائية , متوحشة , همها الوحيد الدفاع عن نفسها والبحث عن الطعام وسفك الدماء 0
وهناك شيء آخر , وهذه حكمة إلهية عظيمة , أنها جميعها انقرضت ولم يبقى منها إلا الجماجم والعظام التي يفتخر العلماء باكتشافها
ووضعها في متاحف العلوم والطبيعة 0
الحقائق القرآنية والعلم
--------------------
يقول الدكتور شاه منظور , عالم :
الصحيح أن القرآن كتاب ديني في المقام الأول , ومع ذلك يتضمن إشارات إلى الظواهر الأرضية والسماوية وجدها العلماء صحيحة
دون استثناء 0 وفي ضوء هذه الحقائق ليس هناك مجال للتشكيك في صدق القرآن فيما يتعلق بالموضوعات التي تهم العلماء 0
والحقيقة القرآنية ليست هي العلم بكلياته وإنما هي إشارة إلى حدث علمي أو معلومات علمية مفصلة عن إيجاد شيء كان معدما ً في
الأصل , أو هي إشارة للنظام والقوانين والحقائق التي تحمي الكون من الانهيار والموت 0
وحقيقة أن القرآن أهتم بالموضوعات العلمية اهتماما ً كليا ً وأحيانا ً بشكل مفصل , وفي الوقت نفسه ترك جمع المعلومات والمعارف الخاصة بالحقائق الكونية للإنسان نفسه 0 وكانت دعوة القرآن واضحة للتأمل والبحث العلمي 0 وبذلك يكون القرآن قد سبق جميع الدعوات والفلسفات الشرقية والغربية , لأنه لم يقتصر على تهذيب الروح والجوارح , وإنما تعداها لاستعمال العقل والمنطق السـليم
والبحث عن أسرار هذا الكون بما فيه من معجزات وآيات عظيمة 0
إن قارىء القرآن سوف يكتشف , إذا كان محبا ً للعلم , والتأمل , إن الله سبحانه وتعالى يخاطب عقله كما يخاطب قلبه , فالعلمــاء
لا تقشعر جلودهم فقط عند قراءة القرآن , بل يستغرقون في تفكير عميق ويفكرون في تفسير وتأويل دلالات الآيات القرآنية باهتمـام
متواصل 0 ولعل قضية الخلق ونشوء الحياة فوق الأرض هي من القضايا التي شغلت عقول المفكرين والفلاسفة في العصور القديمـة
والحديثة وما زال سر الحياة على الأرض يثير جدلا ً بين العلماء أنفسهم , فلا يستطيعون تفسير ظهور الحياة على كوكب الأرض إلا
عن طريق وضع الفرضيات والنظريات التي تثير في بعض الأحيان الضحك والاستهزاء0
والبحث عن منشأ الإنسان ومصيره بعد الموت قضية تشغل الملحدين والمؤمنين معا ً , هي دعوة مفتوحة للجميع لكي يفكــروا أو يستعملوا عقولهم في الطريق الصحيح والمنهج السليم 0
كيف بدأت الحيـــاة
--------------------
بكثير من الحماس المتواصل يقوم العلماء في معظم أنحاء المعمورة باختبار هام جدا ً في مخابرهم 0 ويقوم هذا الاختبار على تأكيـد
نظرية أطلقها هارولد أوري في الخمسينات أن جو الأرض في بداية الحياة كان غنيا ً بالهيدروجين هرب من الأرض إلى الفضــاء
في حين أنه لم يهرب من الكوكب الكثيف والكبير الحجم ( المشتري ) وأن الحياة نشأت قبل فقدان الهيدروجين 0
قام أوري بتنفيذ تجربة مثيرة وهي تقوم على تعريض الغازات التي من المفترض أن الحياة تشكلت منها , لشرارة ! وهكذا بدأ طلاب
الدراسات العليا والباحثون عن أشكال الحياة الأولى ينفذون هذه التجربة تباعا ً ليجدوا بعد دقائق من قدح الشرارات شيئا ًيحدث 000
كانوا يرون لونا ً غريبا ً يغطي ببطء جوانب الوعاء ثم يصبح السطح الداخلي لهذا الوعاء معتما ً ومغطى بطبقة ثخينة من القطران
الأسمر 0 وهذا القطران الأسمر غني جدا ً بالجزيئات العضوية المعقدة , بما فيها الأجزاء المكونة للبروتينات والحموض النووية !
قام كارل سوغان , العالم الأمريكي الشهير , بتنفيذ هذه التجربة على مسؤوليته : أخذ يقدح بعض الغازات التي كانت موجودة عـلى
الأرض في بداية تشكلها ومنها : الهيدروجين , والماء , والأمونيوم والميتان وكبريت الهيدروجين (H2S) , واستخدم الشــرارة
مثل البرق الذي يحدث الآن على الكواكب 0 وفي بداية التفاعل يكون الوعاء شفافا ً والغازات الأولية مرئية كلها 00 ثم بعد عشـر
دقائق 0 كان يرى لونا ً رماديا ً غريبا ً يغطي ببطء جوانب الوعاء 0000
ويؤكد كارل سوغان على إمكانية صنع أحجار البناء الأساسية للحياة وهي الأجزاء المكونة للبروتينات والحموض النووية ! وحسب رأي كارل ساغان يمكن في المستقبل , إذا استمرت هذه التجارب , خلق أبسط أنواع الحياة البدائية في المخبر !
هذا الكلام وغيره سمعناه كثيرا ً من العلماء وكانوا يؤكدون دائما ً أنهم صنعوا في مخابرهم الجزيئات العضوية الصغيرة جدا ً والضرورية لتكوين البروتينات والحموض النووية , ولكنهم حتى الآن لم يصنعوا الحياة ذاتها , أي الشرارة التي خلفوها في مخابرهم أعطت جزيئات عضوية , تماما ً مثلما يعطي الماء مع الكربون إذا عرضناه للحرارة والضوء النشاء ولا شيء آخر حسـب المعادلة
( H2O + CO2 ----- CnHn ) وعبثا ُ يقضي العلماء الباحثون عن أشكال الحياة البدائية الأوقات في مخابرهم , منذ أربعين عاما ً لكي يحصلوا على مادة الحياة الأساسية والتي تتألف من الحموض النووية DNA والـ RNA والبروتينات التي يمكن لها أن
تتوالد ذاتيا ًوتعطي نسخة طبق الأصل عن نفسها وتتكرر التجارب , يوما ً بعد يوم ويزداد الأمل في اصطناع الحياة أن تتحرك هـذه
الجزيئات وتتراص فيما بينها لنصنع أبسط خلية يمكن لها أن تستقلب وتصنع الغذاء وتتوالد ذاتيا ً , وهذا الذي لم يحدث في مخابــر
العلماء المتحمسين على الرغم من استعمال كل الوسائل والشروط والمواد الموجودة في الطبيعة والتي تشكل عناصر الحياة , إلا أن
الحياة والحركة لم تدب في هذه الأجزاء 00 وقد لجأوا إلى التكرار والإعادة وتغيير الشروط , لكن إكسير الحياة 00 الإشارة الكونية الغامضة التي يطلقها الصانع الأعظم , لم تأت ولم يظهر أي نشاط يدل على الحياة ومع ذلك ما زال هناك أمل في أن يستطيع العلماء في المستقبل أن يصنعوا الحياة 0 وقد جاء اليوم الذي يتحدون فيه الصانع الأعظم , الله سبحانه وتعالى , وقد خاطبهم من قبل متحديا ً:
( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ً ولو اجتمعوا له , وأن يسلبهم الذباب شيئا ً
لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ) الآية 73 سورة الحج 0
ولكن هل يتوقف البحث المتواصل عن سر الحياة عند حد معين , وهل يتخلى الإنسان عن البحث في سر الخلية الأولى ؟
الجزيئة لم تكن حية , على الأقل من أي معنى اصطلاحي , ومع ذلك كان سلوكها يشبه الحياة بشكل مدهش , وعندما ظهرت في نيسان الماضي في معهد سكريب للأبحاث في لاجولي كاليفورنيا , ظن العلماء أنها قد أفسدت تجربتهم , ولكن هذه النتفة من الــ
RNA المركبة صناعيا ًوهي واحدة مكن أهم الجزيئات في النواة لجميع الخلايا , برهنت على ذكاء غير عادي , في خلال ساعة
من تشكلها قامت بتسخير المادة العضوية في أنبوب الاختبار بحجم الكشتبان وبدأن بصنع نفسها ثم قامت النسخ بعمل نسخ 0 ولم يمض
وقت طويل حتى بدأت النسخ تتطور , مطورة القدرة على إنجاز خدع كيميائية جديدة وغير متوقعة 0
T O O U R R E A D E R S
اعتراف صريح لتشارلز ألكسندر الذي كان يدرس ما توصل إليه العلم حول أصل الحياة والديناصورات والإنسان الأول في معهدين
عاليين في تينسي نشره في مجلة التايم قائلا ً : إن ما حصل كان كل شيء درسته لهم خاطئا ً
وتساءل العلماء المنذهلون : هل هذه هي كيف بدأت الحياة ؟ هذا ما أوردته ج 0 مادلين ناش في مقالها الذي نشرته مجلة التايم الأسبوعية في عددها الصادر في الحادي عشر من تشرين الأول 1993 0
وهذا الخبر المثير الذي يصور اكتشافا ً علميا ًوانتصارا ً كبيرا ً للبحث العلمي لم يكن غريبا ً على العلماء أنفسهم , ليس لأنهم اكتشفوا سرا ً معروفا ً في الخلية , ولكن لأنهم لم يعرفوا تماما ً طبيعة هذا الاكتشاف : هل ينسخ RNA نفسه بعملية كيميائية أم أنه يتوالد
ويتكاثر في شروط معينة ؟ وهل نسخ الـ RNA لنفسه يعني أنه تشكل للحياة البدائية ؟
كل هذه الأسئلة وأخرى غيرها لم تجب عن ماهية الحياة أو كيف هي الحياة في الواقع , إذ أنها أكثر من مجرد مادة عضوية تتوالد
ذاتيا ً, والمعروف أن الـ RNA هي مادة عضوية جزيئية موجودة في الخلية ولها وظيفة هامة مثلما هي البروتينات مع الماء والمواد الأخرى الموجودة في الخلية , ولكن الـ RNA التي نسخت نفسها ليست هي الحياة أو سر الحياة , وإنما هي مادة عضوية
ذات وظيفة كيميائية معقدة في الخلية , بينما في الواقع توجد أسرار الحياة نفسها بشكل دقيق ومبرمج في جزيئات أكثر تعقيدا ً موجودة في الخلية وهي الـ DNA 0 وجزيئة الـ DNA هي المسئولة عن الحياة في الخلية , إذ أنها تنظم أمور كثيرة وتحفظ أســـرار الخلايا وشيفرة الوراثة 0 وهي التي تطلق مجموعة من التعليمات التي تشمل عدة شيفرات وراثية لصناعة مئات من المواد الضرورية
للجسم الحي كالبروتينات التي تلعب دورا ً مهما ً في كافة الفعاليات والعمليات الحيوية المختلفة , ويتم إرسال الشيفرات الوراثية إلـى
مراكز التجمع عن طريق جزيئات ناقلة بالحامض النووي الرايبوزومي الرسول RNA
-----------------------------------------------------
00 كارل ساغان : أستاذ الفلك وعلم الفضاء ومدير معمل دراسات الكواكب بجامعة كورنيل ومؤلف كتاب ( الكون ) الشهير 0
----------------------
يتبـــــــع

تطور الحياة من الجزئيات العضوية إلى الكائنات الحية
------------------------------------
حسب ما أجراه العلماء في مخابرهم , وجدوا أن الحياة تطورت من الجزئيات العضوية البسيطة إلى الكائنات الكبيرة المعقدة 0 فعندما
بدأت الأرض تتجه إلى البرودة والاستقرار , انطلقت شرارة الحياة وحدثت تفاعلات عنيفة بين المواد العضوية والحرارة الشــديد
ولكن بعض العلماء افترض أن المواد العضوية جاءت إلى الأرض بواسطة المذنبات والشهب التي ارتطمت بالأرض , وقد أكد هذا
الافتراض عالم الحيوان ( ديامر ) الذي وجد مواد عضوية في الشهب التي تسقط على الأرض 0
مهما يكن من أمر , فإن الحياة بدأت في الأرض واستغرق الأمر ملايين السنين حنى تشكلت أول خلية قادرة على الانقسام , ثم ملايين سنين أخرى حتى تمايزت الخلية الحيوانية عن النباتية وظهرت الحيوانات على شكل حشرات وزواحف وأسماك , وبعدها ظهـــر
الديناصور العملاق وهو مخلوق ضخم جدا ً ويحتاج إلى مقادير كبيرة من الطعام ويتمتع بمقدرات هائلة في القوة والحركة ولكنه غبي
ينقصه الذكاء 0 ثم بدأت الحيوانات الأكثر صغرا ً وذكاء ً بالظهور بعد انقراض الديناصورات المفاجىء , وقبل عدة ملايين من السنين
ظهر أول مخلوق يشبه الإنسان , وتطور هذا المخلوق , حسب الفرضية الداروينية , إلى أن أصبح في الشكل الذي نراه عليه اليوم وهو الإنسان العاقل 0 وحسب هذه السلسلة من التطورات , فإن الخلية استغرقت أكثر من مليار ونصف من السنين لتصبح في النهاية
مخلوقا ً راقيا ً , ولكن الحد الفاصل ما بين الخلية الأولى والقرد , حسب فرضية العلماء الداروينيين , سوف يعطي مخلوقا ً أكثر غرابة وأكثر وحشية من الديناصور لولا تدخل ظروف وحوادث حولت مسار تطور الخلية إلى صالح الإنسان , أي أن تطور الخلية بحد ذاته إلى ديناصورات كبيرة الحجم قبل ظهور الحيوانات القزمة مثل القرود والأورانج أوتان , حصل بسبب طفرات كبيرة وتدخل
خارجي ومع ذلك بالنظر إلى هذه الفرضية من باب العلم والمنطق , فإن سلسلة التطور هذه مهما حدثت من ظروف وطفرات , سوف
لن تعطي إنسانا ً في النهاية , بل سوف تعطي مخلوقا ً غريبا ً جدا ً مثل المخلوقات الغريبة التي نراها في السينما , ما دام التطور يحدث إلى الأمام بطريقة غير منتظمة وغير مبرمجة 0
إن اختلاف الحيوانات والحشرات والنباتات الموجودة حاليا ً على سطح الأرض , لهو اختلاف وتمايز بالغ الروعة يدل على حكمة الخالق , وهو أقرب لفهم التنوع والاختلاف في كل شيء 0 وقد وجد العلماء أن المخلوقات الموجودة في البحر , من الأحياء الدقيقة
إلى الحيتان الكبيرة , جميعها تسلك سلوكا ًمنظما ًوملهما ً , بحيث أن هذه المخلوقات التي بقيت تعيش في الماء مع وجود شروط الحياة
المثالية , لم يكن تطورها منسجما ً مع نظرية الاصطفاء الطبيعي , لأن الأحياء المائية لم تختار الحياة في الماء طوعا ً, ولأن الظروف والشروط الموجودة في اليابسة لم تكن مناسبة لكي تصعد هذه الأحياء إلى اليابسة وتعيش على ضفاف الأنهار والبحار وتتسلق الأشجار 0 وهكذا , فإن ما خلقه الله في البحر بقي في البحر , وما خلقه الله في الغابات يعيش حياة متوحشة , في وقت لم يكن
الاصطفاء الطبيعي مؤثرا ً لاختلاف المخلوقات واختلاف سلوكها , وإنما تمت إرادة الله بتمايز هذه المخلوقات وبحركة الغرائز والبحث عن الطعام , اكتسبت هذه المخلوقات صفات جعلتها تتأقلم مع الظروف التي تعيش فيها 0

المخلوقات الأولى الشبيهة بالإنسان
--------------------------
بعد أن انقرضت المخلوقات الضخمة والزواحف العملاقة , أخذت شروط الحياة الطبيعية تتحسن , وكأن الأرض تستعد لاستقبال مخلوق جديد سوف يكون خليفة الله على الأرض , سوف يكون هدفه الأول هو البناء واستعمال الذكاء والعقل 0
وقبل خمس ملايين من السنين , حسب آخر تقرير لعظام المخلوقات الشبيهة بالإنسان , ظهر أول مخلوق منتصبا ً ومتخذا ً شكل القرد
مع تغيرات طفيفة من الأطراف والجمجمة والهيكل العظمي 0 ولكن قبل ظهور الإنسان المنتصب والمبدع , قسم علماء الانثربولوجيا
النوع البشري , أو النوع الشبيه بالإنسان من المخلوقات القزمة , بأربع مراحل طويلة استغرقت ملايين السنين 0
أولا ً – المرحلة الأولى كانت منذ ثلاثين مليون سنة , وتمثلت بظهور نوع من الثدييات القردية والبشرية , التي لم يكن طول قامتها
يتجاوز النصف متر , ولم يكن في فمها سوى نصف فك فقط , وقد عثر على نماذج لهذه المخلوقات في منطقة الفيوم جنوبي القاهرة 0
ثانيا ً – المرحلة الثانية , ترجع إلى خمسة عشر مليون سنة , عاشت مخلوقات هذا النموذج في أوروبا وأفريقيا وآسيا وتميزت بحجم
الجمجمة الأكبر بكثير من حجم جمجمة النموذج الفيومي المصري الأول , لكن مساحة الوجه أضيق وعدد الأسنان أقل 0
ثالثا ً – المرحلة الثالثة , وهو النموذج الاسترالي الذي عاش في أفريقيا منذ ستة ملايين سنة , وهو يختلف قليلا ً عن النموذج الذي
قبله , ولكنه تميز عنه بارتفاع حجم الجمجمة مع بقاء مساحة الوجه ضيقة , وكان يمشي على قدمين منتصبا ً0 ويعزى إلى
هذا النموذج استعمال يديه 0
رابعا ً – المرحلة الرابعة بدأت بظهور الإنسان الحاذق منذ المليونين ونصف المليون عام , وهو أطول قامة من الإنسان الاسترالي
وحجم دماغه أكبر , وكان مستقيم القوام وأسنانه أقوى وأكثر عددا ً 0
وهذه المرحلة الأخيرة قد تطورت حسب دراسة العلماء للأحافير والأدوات , إلى الإنسان الحالي , ولكن أنواع هذه المخلوقات مــن
الإنسانيات قد انقرضت على الرغم من قوتها وصلابتها , وكان سبب انقراضها مجهولا ً , إذ أن الإنسان العاقل حل محلها وبدأ يتكاثر
ويخترع ويصنع الحضارة 0 ويختلف الإنسان العاقل عن هذه السلالات اختلافا ً كبيرا ً , ليس فقط في المظهر والعظام والأسنان والدماغ , ولكن في الفكر والذكاء واستعمال الأدوات والإبداع واستعمال اللغة والكتابة والعيش في مجتمعات متعاونة 0
يمكننا أن نختم هذا الرأي عن التطور ألأحيائي والبيولوجي للإنسان بعدة تخمينات عن أنواع القوى الانتقائية التي قادت إليه 0 إن أهم
التحولات التي أحدثت هذه التغيرات هي الآتية :
1 – التحول من القردة التي تمشي على أربع إلى مخلوق يمشي على قدمين 0
2 – نضج اليد إلى أداة صانعة للأدوات 0
3 – زيادة في الذكاء وفي حجم المخ 0
4 – تغيير النظام الغذائي من الفواكه والمكسرات والجذور الصلبة إلى الطعام اللين 0
5 – زيادة في القدرة على الاتصال مع الآخرين وعلى تطوير سلوك اجتماعي منظم 0
--------------------------------------------------------------
( يفترض العلماء أن المسير الطويل لتطور الإنسان لم يتم بقفزة واحدة وإنما تم على مراحل )
( فقد تطور الإنسان من مظهر إلى آخر حتى أصبح في الشكل الذي نراه اليوم )

من طرف كاراميلا 4/11/2008, 8:30 am

يسلمو جدو عالبحث الطويل بس عنجد بيستحق القراءة والتعمق

من طرف CreMatOry 4/11/2008, 10:29 am

والله شي حلو
صح طويل كاراميلا
بس يعني بيستمتع الشخص هوه وعم يقرااه

مشكور استاااااااااذ

بدء الخلق ونشوء الإنسان بين أدلة العلم والقرآن

بدء الخلق ونشوء الإنسان بين أدلة العلم والقرآن

رد: بدء الخلق ونشوء الإنسان بين أدلة العلم والقرآن

رد: بدء الخلق ونشوء الإنسان بين أدلة العلم والقرآن