كنوز الفقراء 00 ؟

من طرف محمد عزيز سرور 28/10/2008, 9:03 am

كنوز الفقراء 0 ؟

بقرة , وليست كالبقر ضخامة جسم , بل هي أقرب إلى العجل الصغير 0 تلمع عينيها في الليل البهيم كأنهما جمرتان أو نجمتـــان
مسرجة بالذهب , نعالها وخلاخلها من ذهب 0 وعلى ظهرها عدلان ملئا بالدر والياقوت والحجارة الكريمة 0 تجيئك بساعة متأخرة من
الليل فتناديك قائلة : تعال يا فلان وخذ نصيبك 0 !
فلا تخف ولا توقظ أحدا من أهلك النيام 0 تقدم نحوها رابط الجأش وانزع نعالها وخلاخلها وسرجها , وافرغ العدلين من كنوزهما , ثم
املأهما بما تيسر , والأفضل أن تجعل في أحدهما خبزا ًوفي الآخر ملحا ً : علامة المودة والشكران 0 فهي تمضي في سبيلها تاركـة
في دارك الذهب والدر والياقوت والحجارة الكريمة 0 طوبى لك فأنت الغني السعيد !
000 وفي النصف الأخير من القرن الثاني عشر للهجرة زارت البقرة ( حاملة النصيب ) جدة والدي , السيدة صفية وكانت , رحمها الله ( سبعينية ) 0 فسمعت طقطقة النعال ورنين الخلاخل على درجات السلم , فنظرت من ثقب الباب الموصد عليها في حجرتها فرأت
البقرة المذهبة تخطر في باحة الدار , وعيناها تضيئان كأنهما جمرتان أو نجمتان , وهي تنادي بصوت أشبه بالخوار : تعالي يا صفية
وخذي نصيبك !
أما المرحومة فجمدت في مكانها معقودة اللسان 0 وأما البقرة فقد نادتها ثلاثا ً ثم انصرفت كالمستكبرة , آنفة من هذا الجبن الشــديد
الذي ما عليه مزيد ! ولكنها انتقمت منا بأن تركت على أحدى درجات السلم نعلا ً من نعالها الذهب 0 دليلا ً على الثروة التي لم تمتـد
يد لأخذها , وباعثا ً على الحسرة الدائمة 0 ويروى أن جدتنا قالت , إذ انطلق لسانها , هذه الكلمة المأثورة :
( الشحادة , ولا السعادة ! ) وهكذا كنا ولم نزل فقراء , عزاؤنا الوحيد 0 بل عزائي أنا وحدي هو أني كدت في النصف الأخير مـن القرن الثاني عشر للهجرة أكون , في ظهر الغيب غنيا ً 0 فإذا لم أكنه فذلك لأن جدتي صفية , عليها رحمة الله , ما أرادت 000
بهذا وأمثاله كنا نتسامر في أحدى ليالي الشــتاء ونحن , كبارا وصغارا , جلوس حول الكانون صديقي المؤنس المحيي الأمين 0
وبغتة شهدت في هذه الغرفة الصغيرة , كيف تخلق دنيا غير دنيانا يقطنها أقوام غير أقوامنا , دنيا عجيبة ملأى بالأرواح الخيـــرة
والشريرة , نقيض منها على دنيانا الأعاجيب , وفيها يجد العامة تأويل كل الأسرار 0 وأحسست كأن هذا الجو الذي كنت أحســـبه
مهجورا هو على الضد من ذلك مأهول لا تكاد تجد فيه , من شدة الزحام , شبرا ً واحدا لم يحله جني أو عفريت 0
وليس أعجب ولا أبلغ دلالة على الصلة التي جعلتها العامة بين عالمنا وذلك العالم 0 أأقص عليك قصة ( الداية ) التي دعيت ليلا ً إلى
امرأة في الوضع , فاعترضت سبيلها سيدة محجبة سألتها أن تشعل لها شمعتها المطفأة , فلما تناولت الشمعة من يدها اختفت السـيدة
بين الأرض والســماء 0 ونظرت الداية فإذا الشمعة ( إصبع مخضوبة بالحناء ) ؟
أم أقص عليك قصة الرجل الصالح الذي التقى ذات ليلة بالجنية العروس 0 المحلاة بالذهب من قمة رأسها إلى قدميها , فقالت له :
عرني من ثيابي وهي لك ! فلما ذكر أنه ينبغي أن يخلع ثيابها وينظر إليها وهي عارية , حول بصره لأنه لم يكن امرأ سوء , وقـال لها: استتري يا أختي 000 استتري ! ثم انصرف , لم يغنم ولم يأثم 0 ؟
أم ماذا أقص عليك ؟ لقد انتقلنا من أسطورة عجيبة إلى أسطورة أعجب , وهذه أقصوصة جميلة إلى أقصوصة أجمل , حتى خيل إلي
أن ليلتنا هذه ليلة ( شاردة ) من طرفة الشرق الكبرى , أعني كتاب ألف ليلة وليلة 0000
وأخذت أفكر فيما فكرت فيه من قبل إذ كتبت ( الباب المرصود ) ليس خلق عالم على هامش عالمنا هذا , أو تصور وجود غير هذا
الوجود العادي , وقفا على وحي الأنبياء وخيال الشعراء 0 فإن للعامة على هذا الخلق والإبداع اليد الطولى , بل لعل الأنبياء والشعراء
يستقون من هذه الينابيع التي لم تفتأ تفيض في كل عصر ومصر , ولا يغيض ماءها أبدا ً : الآداب العامية 0
فإذا كان في الأمر بعض الشك فإن الشعوب , بالأقل , تلتقي مع أنبيائها وشعرائها في صعيد واحد لكفاية الحاجة الإنسانية العامـــة
الدائمة إلى الخوارق والأعاجيب , أي إلى كل ما هو ( في خارج ) هذا العالم ونواميسه المعروفة وحقائقه المألوفة 0 وأن في الآداب
العامية أو ( الفلكلور ) كما يسميها الإفرنج لطرائف شائقة ممتعة غزيرة المعاني , سواء الأقاصيص والأمثال أم الأســـــاطيـر
والعقائد , توفر على العناية بها , جمعا ً وترتيبا ً وتأويلا ً , كثير من اختصاصيي الغرب , لاعتقادهم أن فنون غير الفنانين وآداب غير المتأدبين ودواوين غير دواوين الشعراء , لا يتجلى فيها الروح القومي فحسب , بل تترجم من جهة ثانية عن النفس الإنسـانيـة
على إطلاقها 0 فهي كالبقرة المسرجة بالذهب التي تحمل كنوز الفقراء 0
000 وأسرت إلي أكبرهن ســنا ً قولها : هل تعلم لماذا أورثت فلانة بنيها ( وذكرت أسرة معروفة في البلد ) سوقا ً برمتها هــي
السوق الفلانية ؟ ذلك لأن البقرة زارتها فأخذت منها نصيبها 000 وإلا فمن أين لهم هذه الثروة الطائلة ؟ وقالت أصغرهن ســنا ً
وفي عينيها الخوف والرجاء : إذا جاءتني البقرة هذه الليلة ونادتني : يا سلوى قومي وخذي نصيبك ! فسأقول لها من تحت اللحاف:
يا بقرة أنا أخاف لأني صغيرة , فضعي نصيبي على عتبة الباب , أرجوك ! ولكن أم ســلوى ضمت صغيرتها وعوذتهـــــا
قائلة : بسم الله الرحمن الرحيم 0

------- المصدر : كتاب ( صناعة الكتابة ) -------

من طرف كاراميلا 29/10/2008, 8:44 am

الله يبعتلي هيك بقرة

بس السؤال

البقرة فيا تطلع تلت طوابق؟
ولا بنطرا تحت؟

من طرف محمد عزيز سرور 29/10/2008, 8:49 am

والله أشتقت لك يا جدي 00 صدقي لم أنساك 00
وك يا جدي , بتطلع لوين مابدك , شو الطلعة على كيفا , بس بدك ياها أر سلها فورا ً
لو كان على ناطة سحاب 0 ولا يهمك يا جدي Shocked

من طرف كاراميلا 29/10/2008, 9:01 am

عراسييييييييييييييييييييييييييييي احلى جدو والله

من طرف CreMatOry 29/10/2008, 3:01 pm

قرد كنو صحي هالحكي
بقره .. تيني وتيلت طاابق
قررررررررررررررررر
بالفعل بقـــــــــــــــــــــ بق بق بقيــــــــــــق ـــــــــــره ...

كنوز الفقراء 00 ؟

كنوز الفقراء 00 ؟

رد: كنوز الفقراء 00 ؟

رد: كنوز الفقراء 00 ؟

رد: كنوز الفقراء 00 ؟

رد: كنوز الفقراء 00 ؟