القاضي والذباب 00 ؟

من طرف محمد عزيز سرور 28/10/2008, 8:35 am

( القاضي والذباب )

كان لنا بالبصرة قاض يقال له عبد الله بن سوار , لم يرى الناس حاكما زميتا ولا ركينا , ولا وقورا حليما , ضبط من نفسه , وملك من حركته مثل الذي ضبط وملك 0 كان يصلي الغداة في منزله , وهو قريب الدار من مسجده , فيأتي مجلسه فيحتبي ولا يتكىء 00
فلا يزال منتصبا لا يتحرك له عضو , ولا يلتفت , ولا يحل حبوته , ولا يُحل رجلا على رجل , ولا يعتمد على أحد شقيه , حتى كأنه
بناء بني أو صخرة منصوبة ! فلا يزال كذلك حتى يقوم إلى صلاة الظهر 0 ثم يعود إلى مجلسه , فلا يزال كذلك حتى يقوم إلى صلاة
المغرب , ثم ربما عاد إلى محله , بل كثيرا ما كان يكون ذلك , إذا بقي عليه من قراءة العهود والشروط والوثائق 0 ثم يصلي العشاء
وينصرف 0 فالحق يقال : لم يقم في طول تلك المدة والولاية , مرة واحدة إلى الوضوء , ولا احتاج إليه , ولا شرب ماء ولا غيـره
من الشراب 0 كذلك كان شأنه في طوال الأيام وفي قصارها , وفي صيفها وفي شتائها 0 وكان , مع ذلك , لا يحرك يده ولا يشـير
برأسه , وليس إلا أن يتكلم 0
فبينما هو كذلك , ذات يوم , وأصحابه حواليه , وفي السماطين بين يديه , إذ سقط على أنفه ذباب 0 فأطال المكث , ثم تحول إلــى
مؤق عينه 0 فرام الصبر في سقوطه على المؤق , وعلى عضه ونفاذ خرطومه , كما رام من الصبر على سقوطه على أنفه , مــن
غير أن يحرك أرنبته , أو يغضن وجهه , أو يذب بإصبعه 0 فلما طال ذلك عليه من الذباب وشغله , وأوجعه وأحرقه , وقصد إلـى
مكان لا يحتمل التغافل , أطبق جفنه الأعلى على جفنه الأسفل , فلم ينهض 0 فدعاه ذلك إلى أن والى بين الإطباق والفتح , فتنحــى
ريثما سكن جفنه 0 ثم عاد إلى مؤقه بأشد من مرته الأولى , فغمس خرطومه في مكان كان قد أوهاها قبل ذلك 0 فكان احتماله أضعف
وعجزه عن الصبر في الثانية أقوى 0 فحرك أجفانه , وزاد في شدة الحركة , وألح في فتح العين , وفي تتابع الفتح والإطباق , فتنحى
عنه بقدر ما سكنت حركته , 0 ثم عاد إلى موضعه , فما زال يلح عليه حتى استفرغ صبره وبلغ مجهوده 0 فلم يجد بُدا ًمن أن يـذب
عن عينه بيده , ففعل , وعيون القوم إليه , ترمقه , وكأنهم لا يريدونه 0
فتنحى عنه بقدر ما رد يده وسكنت حركته 0 ثم عاد إلى موضعه , ثم ألجأه إلى أن ذب عن وجهه بطرف كمه 0 ثم ألجأه إلى أن تابع
بين ذلك , وعلم أن فعله كله بعين من حضره من أمنائه وجلسائه 0 فلما نظروا إليه قال : ( أشهد أن الذباب ألحُ من الخنفساء ) 0 وأزهى من الغراب 0 وأستغفر الله 0 فما أكثر من أعجبته نفسه فأراد الله , عز وجل , أن يعرفه من ضعفه ما كان عنه مســتورا ً!
وقد علمت أني عند نفسي من أضعف الناس , فقد غلبني وفضحني أضعف ُ خلقه 0 ثم تلا قوله تعالى : ( وإن يسلبهم الذباب شـيئا
لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ) ! وكان بين اللسان , قليل فضول الكلام , وكان مهيبا في أصحابه , وكان أحد من لــم
يُطعن عليه في نفسه ولا في تعريض أصحابه للمنالة 0
------- المصدر : كتاب ( صناعة الكتابة ) -------

من طرف أبو خالد 28/10/2008, 8:46 am

حلوه ::؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تمشي في الأرض فرحاً انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا

صدق الله العلي العظيم

ومتل ما بيقول المتل (الله يرحم المتل ما خلا شي وما قالو)

يا داخل بين البصله وقشرتا بعوضه قتلت أسد